عرب المغرب و امازيغه

اذكر يوما حينما كنت في المرحلة الثانوية و نحن في فصل التاريخ و الجغرافيا حين قالت فتاة لاستاذنا و نحن نتحدث عن تاريخ المغرب قالت له" كنا متيسعين ااستاذ جيتو زاحمتونا" و الفتاة تقصد ان الامازيغ كانوا يعيشون في المغرب في راحة لكن العرب حين جاءوا اصبح الوطن ضيقا. كانت هذه نكتة جميلة ضحكنا عليها ، لانها نفست علينا جو درس التاريخ الذي يكون ثقيلا احيانا.

أذكر حين تبدأ صديقتي فاطمة الامازيغية بسرد عيوب الشبان العرب و مقارنتها باخلاق شباب الامازيغ ثم تتوقف فجأة بعد ان تذكرت أني عربية و أنا شخصيا لم اكن أدافع و لا اتعصب باعتبار ان لكل حسنات و مساوئ.
أذكر حين تخبرني صديقتي العزيزة هذه ان والدها يرفض ان تتزوج بناته بشاب عربي و كيف أن أفراد عائلتها يعتزلون كل من يتزوج بعربية.

أذكر حين تذهب الى احد محلات "درب عمر" (هذا اكبر حي تجاري بالدار البيضاء و قلبها النابض) يحدثك البائع بالعربية لكن حين يلتفت لمساعديه يكلمهم بلهجته الامازيغية و لا تدري ان كان يشمتك ام هو فقط حديث عابر.

أذكر حين قال لي أحد زملائي في العمل" انتم تتحدثون عن الصراع العربي الاسرائيلي و احنا مالنا فنحن لسنا عرب".

أذكر حينما كنت في المدرسة العليا حينما كانوا يجتمعون على طاولة و احدة في المطعم و يتحدثون بلهجاتهم المختلفة حسب مناطقهم داخل المغرب...كنت استغرب لفعلهم ...و لكن في سري كنت احسدهم على لمتهم....رغم انه كان فيها استقواء....

أذكر اني مؤخرا استقليت سيارة أجرة كان صاحبها يستمع لاذاعة امازيغية و لانني لم افهم شيئا طلبت منه ان يخفض الصوت قليلا، فهل اصبحت عنصرية؟.

كل هذه المشاهد عبرت ذاكرتي بشكل تراكمي، ما الذي ايقضها ....؟ لعن الله من ايقضها......
المهم ان كل تلك التصرفات كانت تمرفي وقتها دون تعليق لانها سلوكات فردية و شخصية و محدودة فهم ليسوا سواء....

لم يحكم المغرب ابدا بطريقة عرقية ابدا ، فنحن ليس عندنا طوائف دينية او مذاهب متعددة و يوم سالني احد المصريين ان كنت سنية.. فعلا السؤال خلف شيئا في نفسي و اجبته اننا في المغرب مسلمون و لم نعرف يوما هذا الخلاف او الاختلاف...

اكره ان تصحو العرقية و القبلية من جحرها لتكشر عن انيابها و تلف الوطن بظلاميتها، أكره ان يتكرر السيناريو الاستعماري الامبريالي في كل وطن عربي و المقولة الشهيرة فرق تسد و اضطرابات في كل مكان.

و العصبية لا تظهر الا في عصور التخلف و انا اتسال لماذا لم يظهر كل هذا في عصر القائد المجاهد يوسف ابن تاشفين. رحمك الله يا قائد

دائما نفتخر بالمغرب على انه رمز للانفتاح فلنحرص على ان يبقى كذلك، فلنحرص على ان نبقى موحدين و لا نجعل للاذناب مسلكا بين القلوب.
عشنا دائما على أرض هذا الوطن و سنعيش مختلفين بثققافاتنا المحلية لكن غير متعصبين لشيء لا لعرق و لا لنسب و لا للانتماء....و ان تعصبنا فلنتعصب لشيء واحد هو اسلامنا الذي يجمعنا ولا يفرقنا. و اشهد ان اخوتنا الامازيغ اكثر حرصا على ديننا... و هذا المسه في كل ما يفعلونه....لكن حسابنا و حسابهم على الله.

شكرا اختي ننتضر جديدك