الجزء الاخير للفرابي
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الاخير للفرابي
والمادة التي نتحدث عنها هنا هي جوهر العالم الذي يحمل إمكانه. فالعالم يبدأ وجوده من هذه المادة وليس يخرج مباشرة من العدم الصرف. والأفلاك السماوية التي تستمد حياتها من نفوسها إنما قد حركها المحرك الأول، وليس هذا المحرك هو الله نفسه ولكنه العقل الأول الصادر عنه.
وحاول الفارابي التوفيق بين أرسطوطاليس وأفلاطون في مسألة قدم العالم. ففي رسالته المسماة "الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون الإلهي وأرسطوطاليس" زعم أن أرسطو لم يعتقد بقدم العالم: فالخالق أبداع العالم دفعة واحدة في غير زمن، ثم حركه المحرك الأول فنشأ "الزمان" عن حركة الأفلاك. وبعبارة أخرى يكون الزمان متأخراً بالذات عن وجود العالم بالفعل. ومع هذا فإن فلاسفة هذه المدرسة قد ذهبوا إلى أن اللاتناهي من جهة الماضي أمر ممكن: فوفقاً لابن سينالا يمكن أن يوجد في آن واحد (بالفعل) عدد لا يتناهى، ولكنه يمكن أن يوجد عدد لا يتناهى إذا لم تكن أجزاؤه موجودة معاً بالفعل في آن واحد. فيمكن أن يقال إن الأفلاك السماوية قد تحركت حركات غير متناهية في عددها في الماضي. وعلى هذا فالزمان قديم. ولكن يجابه هذا الرأي مشكلة، هي أن نفوس الأشخاص الذين انقضت حياتهم لاتزال باقية بالفعل لأنها غير فانية، وعلى هذا يكون هناك عدد لا يتناهى من الأنفس موجود بالفعل في آن واحد. والفارابي في رسالته "المدينة الفاضلة" يتحدث مع ذلك عن النفوس في العالم الآخر كما لو كان عددها متناهياً. ولا يمكننا على وجه التحقيق أن نقول إن هؤلاء الفلاسفة لا يتناقضون أحياناً. وهم يشرحون بثقة متساوية مذاهب فلاسفة كثيراً ما تتعارض فيما بينها فيحدث عن ذلك بالضرورة بعض القلق وعدم التثبت في مذاهبهم الخاصة.
وحاول الفارابي التوفيق بين أرسطوطاليس وأفلاطون في مسألة قدم العالم. ففي رسالته المسماة "الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون الإلهي وأرسطوطاليس" زعم أن أرسطو لم يعتقد بقدم العالم: فالخالق أبداع العالم دفعة واحدة في غير زمن، ثم حركه المحرك الأول فنشأ "الزمان" عن حركة الأفلاك. وبعبارة أخرى يكون الزمان متأخراً بالذات عن وجود العالم بالفعل. ومع هذا فإن فلاسفة هذه المدرسة قد ذهبوا إلى أن اللاتناهي من جهة الماضي أمر ممكن: فوفقاً لابن سينالا يمكن أن يوجد في آن واحد (بالفعل) عدد لا يتناهى، ولكنه يمكن أن يوجد عدد لا يتناهى إذا لم تكن أجزاؤه موجودة معاً بالفعل في آن واحد. فيمكن أن يقال إن الأفلاك السماوية قد تحركت حركات غير متناهية في عددها في الماضي. وعلى هذا فالزمان قديم. ولكن يجابه هذا الرأي مشكلة، هي أن نفوس الأشخاص الذين انقضت حياتهم لاتزال باقية بالفعل لأنها غير فانية، وعلى هذا يكون هناك عدد لا يتناهى من الأنفس موجود بالفعل في آن واحد. والفارابي في رسالته "المدينة الفاضلة" يتحدث مع ذلك عن النفوس في العالم الآخر كما لو كان عددها متناهياً. ولا يمكننا على وجه التحقيق أن نقول إن هؤلاء الفلاسفة لا يتناقضون أحياناً. وهم يشرحون بثقة متساوية مذاهب فلاسفة كثيراً ما تتعارض فيما بينها فيحدث عن ذلك بالضرورة بعض القلق وعدم التثبت في مذاهبهم الخاصة.
زهور شعور- تلميذ فعال
- عدد الرسائل : 134
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 18/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى