منتدى العلم و المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهة نظر العنف تتمة

اذهب الى الأسفل

وجهة نظر العنف تتمة Empty وجهة نظر العنف تتمة

مُساهمة من طرف زهور شعور الإثنين 7 أبريل - 14:26

5- تمدد القواعد الأميركية في العالم بشكل غير مسبوق.

6- استطالة أميركية على كل الدول وفرض التعاون الأمني معها ضد الجماعات الإسلامية تحت شعار الحرب الكونية على الإرهاب بما جعل لغة السلاح وصوت رجل الأمن يسودان العالم.

7- وأهم من ذلك تصاعد نفوذ أشرس قوى التعصب الديني اليميني المسيحي-الصهيوني وهيمنة جماعاته على مراكز القرار في الدولة الأعظم. ولقد كشفت الانتخابات الأميركية ازدياد نفوذ تلك الجماعات شعبيا وفي مراكز القرار بما ينذر بمصائب أخرى.

8- صدور ترسانات من القوانين واللوائح القُطرية والدولية لاتزال تلتهم مكاسب البشرية في الحقوق والحريات التهاما.

9- توفر الفرصة لكل عدو للإسلام ولكل من له حساب مع طرف إسلامي للانتقام من الإسلام وأهله بعد أن شاهت صورة الإسلام وارتبطت وتراثه وكل منتسب إليه بوصمة الإرهاب، على أنقاض صفاته الأصلية دين العدل والرحمة والإحسان.



كل ذلك يكشف عما في قرار إعلان الجهاد ضد العالم، ضد كل مخالف في الملة من خطأ ديني فادح في تنزيل مبدأ الجهاد، ومن تفكير إستراتيجي عقيم مدمر، إذ إن الجهاد ليس بحال أداة لفرض الإسلام على البشرية، فذلك مخالف لمراد الله تعالى في الخلق "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".



فالاختلاف سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة وإنما الجهاد جعل لدفع العدوان عن الأمة: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". فليس في الإسلام قتل عشوائي وإنما هناك قتال المقاتلين المعتدين.. ووصايا النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه واضحة بينة.



قرار إعلان الجهاد على كل مخالف في الدين –رغم تراجعهم بعض الشيء أخيرا- خطأ إستراتيجي فادح ليس من شأنه غير تجميع الخصوم وتعبئة العالم ضد الإسلام والمسلمين، فهل في ذلك غير الحماقة المطلقة والرأي الخطير؟ وبأي مسوغ تستباح دماء أناس آمنين في ديارهم أو قطاراتهم نساء وأطفال وعمال لا شأن لهم بقتالنا، بل إن ملايين منهم خرجوا في مسيرات حاشدة ضد سياسات حكوماتهم بالاشتراك في العدوان علينا؟ وآخرين أعطوا الأمان في بلادنا سياحا وخبراء ودبلوماسيين؟



إنه محض العدوان والإجرام والإساءة للإسلام وتقديم الخدمة المجانية لأعدائه أن يضرموا النار حول قيمه ومؤسساته ودوله وأقلياته، هل من خدمة أكبر من ذلك لأعداء أعداء الإسلام من الصهاينة وحلفائهم وسائر القوى العنصرية في العالم؟



"
إذا كان لأميركا مصالح في العالم الإسلامي فلا ضمان للوصول إليها بشكل معقول ومستمر إلا عبر الاعتراف بالشعوب والتعاون مع ممثليها الحقيقيين أيا كانوا وإتاحة الفرصة أمامهم إن لم تكن إعانتهم
"
والخلاصة أن العنف ظاهرة اجتماعية سياسية لم يخل منها دين أو أيديولوجية، وأشد العنف الذي تتلظى به البشرية اليوم هو ما تقوم به الدول العظمى والصغرى: عنف ضد البيئة وعنف اقتصادي ضد أرزاق الضعفاء وعنف ثقافي ضد هويات الشعوب وعنف عسكري احتلالا أو دعما للاحتلال وعنف سياسي دعما لأنظمة الفساد والاستبداد، فضلا عن عنف أتباعها تزييفا لإرادة الشعوب جهارا نهارا وتكميما للأفواه وملاحقات ومحاكمات تعسفية وممارسة منهجية للتعذيب ونهبا للأرزاق..



إلا أنه فيما يتعلق بالعنف المنسوب للشعوب يظل الإسلام في أيامنا هو الأيديولوجية الرئيسية التي يمارس باسمها العنف كما كانت الماركسية والقومية بالأمس، باعتباره صوت الشعوب الضعيفة المكبوتة تبحث من ورائه عبر بعض جماعاته المتحمسة عن حل لمشكلاتها يخرجها من حالة الضعف والهوان.



وهذا النوع من العنف ومثله الذي يمارس أداة للتغيير الداخلي ليس بحال دواء ولكنه مفاقمة للداء وهو جواب خاطئ على مشكل صحيح هو الظلم.. وما لم يقتنع الأميركان وأتباعهم بأن الداء لا يعالج بالداء، وأن ردود أفعال الضعفاء حتى وإن كانت هوجاء على ظلم الكبار الأقوياء لا يمكن الإجهاز عليها إلا بالإجهاز على الأصل، وأن أساليبهم مهما تعددت ودقّت لن تفرض الاستسلام على ضحية لم يبق لديها ما تخسره إذا هي فجرت نفسها في جلادها واستراحت من حياة الذل، فلن تكون للعنف نهاية.



إن الحق أحق أن يتبع وإن الظلم حري أن يرفع عن الشعوب المستضعفة وإن كل الشعوب بما فيها الإسلامية جديرة بالحرية وبحكم نفسها بمن تختارهم وبالقيم التي ترتضيها، وإذا كان لأميركا مصالح في العالم الإسلامي فلا ضمان للوصول إليها بشكل معقول ومستمر إلا من خلال الاعتراف بالشعوب والتعاون مع ممثليها الحقيقيين أيا كانوا وإتاحة الفرصة أمامهم إن لم تكن إعانتهم.

المضدر الموقع http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4CF68507-9E9A-4875-A800-D52F1BDF8AA9.htm
زهور شعور
زهور شعور
تلميذ فعال
تلميذ فعال

عدد الرسائل : 134
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 18/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى